أخيراً تمردت...ألقيت حذائي العالي و مشيت حافية, إستبدلت بفستاني الأبيض آخر أحمر, و بشعري المُهذّب آخر غجري, رسمت عيني بكحل فاحم, نحّيت براءتي, نزعت الإحترام المبالغ فيه من عباراتي, وضعت بمعصمي العديد من الأساور يغطي صوت صليلها صوت بكاء طفلتي الحمقاء, و غادرت أرضي الساذجة, مشيت بسعاده في الأسواق, سهرت أناجي القمر في الطلّ و ليس من وراء النافذة و إبتسمت للشمس عندما طلّت على عيني التي لم تنام, ترددت على المقاهي و مشطت الشوارع بحثاً عن ذاتي, رقص قلبي فرحاً بحياة الصعاليك التي طالما نشدها و بحُرية دبت بين أوصاله.
هكذا كانت انطالقة الكاتبة المتألقة سيرين سامي في روايتها قيد الفراشة
قيد الفراشة تناولت أدق وأرفع التفاصيل عن مشاعر المرأة على طول الحياة؛ طفلة، مراهقة، شابة، عجوز. حبيبة، زوجة، أم. سجينة، حرة. مظلومة، ظالمة. مكسورة الجناحين أو فراشة طائرة. ولم تغفل عن مشاعر الرجل بأى حال؛ أفردت له المساحة وطبطبت على مشاعره بدون تمييز، قيد الفراشة لم تنصف المرأة على حساب الرجل أو العكس، فى روايتها للعلاقة بين الرجل والمرأة كانت تنصف الإنسانية والمشاعر وليس النوع، لذا تجد من الصعب جداً أن يتحامل القارىء على الجنس الآخر من الأبطال، تحامله سيكون على الإنسان أياً كان نوعه.